dodo مشرفه
عدد المساهمات : 92 تاريخ الميلاد : 28/07/1987 العمر : 37
| موضوع: جيكوب لم يختارهم فقط.. بل اختارنا نحّن أيضاً! السبت يونيو 05, 2010 4:15 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيموقف (جيكوب) على قدميه، ثم فرد ذراعيه، وتمتم بثقة:- "لم يكن أحدكم كذلك" ثم أردف:- "لم أقتلع أي منكم من حياة سعيدة، لقد كنتم جميعاً معيبين، اصطفيتكم لأنكم كنتم مثلي، كنتم جميعاً وحيدين، كنتم جميعاً تبحثون عن شيئاً عجزتم عن إيجاده هناك، اصطفيتكم لأنكم احتجتم هذا المكان، بقدر ما احتاجكم هو.." أحياناً تفكر في شيئاً لتبدأ به كتابة ما تريد، تفكر وتفكر، ولكنك لا تجده، ولكن عندما تترك إحساسك يختار، تجد ما تحتاجه أمامك. ما قاله (جيكوب) بالنسبة لي، ليست عبارة توضيحية لأبطالنا، بل سبب لنا جميعاً، محبي Lost. سبب لنعلم لماذا عشقنا هذا المسلسل، لماذا عشنا قرابة 6 سنوات، خريف بعد خريف، ربيع بعد ربيع، نتابع بشغف، ونعيش في الجزيرة، نتفاعل، نحلم، نفكر، نحب، نغضب، نحزن ثم نبكي.تسألت كثيراً عندما انتهت "بريزون بريك" عن سر تعلق الناس بمسلسل، لماذا الناس تشعر أنها فقدت شيئاً ما بداخلها، عندما ينتهي مسلسل ما. ما الذي يجعلنا نحزن لهذه الدرجة. لم أشعر مثلهم وقتها، أعترف أنني أحببت "بريزون بريك"، ولكنني شعرت فقط بنهاية شيئاً كنت اتابعه باستمرار، لكن عندما رأيت نهاية Lost شعرت بغصة مؤلمة انتابتني، لا أدري كنهها، عودة شيئاً مفقود بداخلي، كان مفقوداً منذ أمد طويل، ولكن Lost جعلني أنساه، ولكن عند انتهاءه، عاد الشيء ليظهر بقوة أكثر من ذي قبل، لذلك اقدم اعتذاري لمحبي "بريك"، لأنك حقاً لن تفهم شيئاً إلا عندما تشعر به.يبدأ المسلسل بـ"جاك" يفتح عيناه، ثم نرى ما يراه، انتقلنا بأنفسنا، من واقع ممل نعيش به، لجزيرة نحلم بها، الجميع يريد الخروج منها، ولكننا نريد أن نبقى بداخلها، وكلما تزداد الحلقات، يزداد تمسكنا، وعندما يزداد تماسك أبطالنا يزداد تماسك حبنا لهم، الجميع رأى شخصه الذي يريد -قرينه- هناك من أحب "جاك" او أحب "سوير" من أحب "هيوجو" أو "ديزموند.. الخ" جميع الابطال، جميعنا رأى ما الشيء المفقود بداخله يطوف امامه، جميعاً رأى قرينه على الجزيرة يتفاعل معه، جميعنا عاش الحلم، وبرغم أن لكل شيئاً نهاية، لكن من الصعب تقبلها، عندما يبتعد عنك قرينك. بلا شك، بعض الأحيان، عندما تريد أن تكتب عن شيئاً، تعشقه، أكثر من حب عادي، لا تستطيع كتابة شيئاً، مهما كنت بارعاً، لأن العشق إحساس، والإحساس لا يُدون على ورق، ولا يوجد ورق يتحمل تدفقه، وما يحدث مع Lost شيئاً مثل هذا، لذلك سأحب فقط أن أتكلم عن نقطة أخيرة، وهي النهاية التي أختلف عليها الجميع، والتي قد أتفق انها لم أكن ما أريده، ولكن.. ما الفارق، في جميع الأحوال أنتهت الحكاية، وأنتهت الرحلة، وعدنا لواقعنا، وحيدين، من أحب Lost كعالم يعيشون فيه، مثلي، لن يهتمون بالنهاية أي كانت، بل سيفكرون فقط في النهاية، نهاية الشيء الذي يحبون، وكيف سيبتعدون عنه، وكيف ستعود حياتهم كما كانت، بعد أن تركوا الجزيرة بلا عودة.الروابط.. البداية في الطائرة، أحدهم يمسك بيد الأخر، أحدهم يبتسم في خفوت عندما يرى شخصاً لا يعرفه، ولكن لا يعلم أنهم سيكون قدرهم واحداً بعد ايام، أحدهم ينقذ شخصاً، والقدر يجمعهم، يصطدمون ببعضهم البعض، إحداهُما يرون بعضهم قبل ذلك بأيام، بعضهم يمرون من نفس الطريق، بعضهم يتناولون طعامهم في نفس المطعم، بعضهم يتعالجون في نفس المشفى، بعضهم اخوة، بعضهم يتشاركون نفس الأحساس، وحدة، حب، ضياع.. ولكنهم مع ذلك كان قدرهم في النهاية واحدً، وكان قدرنا متصل بهم.أخيراً، بعضنا سمع عن المسلسل من صديق، من نت، من قريب، سمعنا عنه من هنا ومن هناك، ولكن الأكيد أنه كما اختار (جيكوب) أبطالنا، اختارنا القدر أيضاً لنشاهده، اختارنا القدر لنخرج قليلاً من وحدتنا، لنخرج قليلاً من عالمنا الواقعي القاسي، اختارنا لنعيش مغامرة كأننا أبطالها، اختارنا لنرى معنى حقيقي للصداقة والحب والتضحية والشهامة، اختارنا لنتعلم دروس كثيرة، ان يكون لدينا روابط عديدة بيننا وبين اصدقائنا وأحبابنا، اختارنا لنعلم أن أسوء الأشياء التي تحدث، ربما تكون هي أفضل الأشياء التي حدثت في حياتنا، ودائما ما نعلم ذلك في النهاية. Lost ليس مسلسل شاهدناّه وأنتهى، بل حُلمً حلمناه، ونقاسي مرارة الاستيقاظ منه.. | |
|